قصة ينينيش بقلم ليلى مظلوم
انت في الصفحة 1 من 12 صفحات
ينينيش
الجزء الأول .
فتح باب الصف بسرعة هائلة ..وكأن الجيش حامي الوطن يداهم احد المجرمين ..ووقف الجميع بصمت وذهول ..وبلغت القلوب الحناجر ..وكانت المعلمة تردد كلماتها التي تجد آذانا صاغية لعقول صف الثاني المتوسط ....فتوقفت هي ايضا ..واثارها الفضول لتعرف ما الذي يجري ..وفجاة قال المخترق للقواعد والأصول ينينيش تعالي الى هنا !!
معلمتها علها تنقذها ..فقالت المعلمة من انت?? وماذا تريد من ينينيش ??
فلم يكلف نفسه العناء للنظر الى المعلمة ..وكانت خطوات ينينيش البطيئة كفيلة باغضابه قائلا هيا ايتها الغبية سنتأخر ..الم اخبرك بعدم المجيئ الى المدرسة اليوم
وخرجت المسكينة مخلفة وراءها عدة تساؤلات من زميلاتها ومعلمتها ..وكانت احدى الفتيات تبكي ..ويبدو عليها الخۏف ..فاقتربت منها المعلمة وقالت ما بك ?
فوقفت المعلمة في ذهول وقالت وماذا ستفعل في بلاد العرب ..?
فقالت الطفلة كما تفعل امي الآن هناك ..انهن يخدمن في بيوت الاغنياء ..ولكن ينينيش صغيرة جدا ..
اما ينينيش فلم تشفع لها دموعها باقناع اهلها بعدم ترحيلها الى لبنان ..وهي لا تعرف الى اين وجهتها حتى ..وكانت امها تنظر اليها بحزن وشوق وعتب وخوف ..فان تحدثت او اعترضت سيكون المۏت مصيرها ..ولكن فطرة الامومة جعلتها تتدخل ارجوك اتركها هنا وانا سأعود الى حيث كنت ..وساطلب من صاحب المنزل ان اعمل ضعفي عملي ..
فقالت المسكينة وهي تنظر الى ابنتها كمن تعاين جوهرة ثمينة ..وقد تملك السعال منها ارجوك لا تفعل هذا انت لا تدري ما الذي يحدث هناك ..انها طفلة صغيرة ..وقد تتعرض للضړب ولاشياء اخرى ..كيف ستحمي نفسها ..?
وضحك الاب المصون ..وقال لا تقلقي يا عزيزتي لا اعتقد ان احدا سيتجرأ على ضربها ..انظري اليها لقد ورثت الجمال الهندي منك انت ..
ثم علت ضحكته وقال حتى انا ظنتها من الهند ..انها تشبه تلك الممثلة المشهورة ..
وبعدها نظر الى ينينيش قائلا ودعي امك يا فتاة علينا الذهاب بعد خمس دقائق والا فان موعد الطائرة سيفوتنا ..
وركضت ينينيش الى احضان امها المتعبة ..وقالت لتزيد من المها امي ..ارجوك دعيني ابقى الى جانبك سيضربونني هناك ..وسمعت انهم ېحرقون الاجساد ايضا ..لا زلت صغيرة يا اميييي ..
والمشهد الحزين هذا حفر في ذاكرة بطلتنا ..فلن تنساه طيلة حياتها ..لانه ومن شدة خوف امها عليها ..والمړض اللئيم الذي سيطر على اعضاء جسدها دون علاج ..كان كفيلا ليرديها قتيلة
قتيلة الظلم والاستبداد ..ولم يشفع لها جمالها ورقتها الهنديين لتنال الحب والرعاية ممن حولها ..وهذا نتيجة زواجها بعدم رضا اهلها ..ومن العادات الهندية انها تصبح منبوذة ..وبحكم المېتة ..وها هي قد ماټت حقا ..وصړخت ينينيش باعلى صوتها امييييييي حبيبة قلبييييييييي ..لماذا غفوت قبليني قبل رحيلي!
اما والدها فقال لنفسه لا شك وانه اغمي عليها كعادتها ساذهب لاوصل ينينيش ..وبعدها اعود لاعمل على ايقاظها ..
وبينما كان يهم بالخروج من المنزل ..التقى باحد جاراته وهي صديقة زوجته ..ويبدو على وجهها علامات الحزن ..فسالته عنها ..فاجاب باهمال انا مستعجل ..وقد اغمي عليها ..ايقظيها ريثما اعود ..
يتبع
ينينيش
..
الجزء الثاني ..
فقالت له پغضب اكرهك اتعلم هذا ..جئت لاطلب منها السماح ..!!
وقبل ان تكمل كلامها كان الرجل قد ابعدها عن طريقه عنوة ..وامسك يد ينينيش بقسۏة واكمل طريقه ..وطوال الطريق لم تمل عيني المسكينة من ذرف الدموع ..وما ان وصلت الى المطار ..حتى اعطاها والدها بعض الاوراق ..وقال لها ان سالوك عن عمرك فقولي انك ابنة الستة عشر سنة ..والا قتلتك
وجعلتك ابنة العدم