السبت 23 نوفمبر 2024

قصة ينينيش بقلم ليلى مظلوم

انت في الصفحة 2 من 12 صفحات

موقع أيام نيوز

..هل فهمت وعليك ان تعطي هذه الورقة لصاحب المكتب الذي ستذهبين اليه ..وهو سيرسل الي المال الى هذا العنوان عندما اطلبه منك ..ورقم هاتفي مدون ايضا ..
وبدون تردد قالت اريد رقم هاتف امي ارجوك ..اريد ان اطمئن عنها وعن احوالها ..
فابتسم ابتسامة الثعلب وقال لا تقلقي ..سادعها تتحدث اليك من هاتفي ..
وعاد الى منزله وهو يصفق ويغني ..تاركا ابنته في المطار لتذهب الى بلد الاغتراب دون ان يفكر بها او بمصيرها ..ولم يلمع امامه الا بريق 
النقود ..وما ان وصل الى المنزل ..حتى وجد بعض الجيران الذين تجمعوا حول منزله وهم يطلقون عبارات الترحم ..وفوجئ بسماع صوت صديقة زوجته سالي ..قائلة له انت رجل خبيث ..انت من قټلتها ..انت تعبد المال لقد ماټت زوجتك بسببك وهي غاضبة مني بسببك ..
فقال لها غير آبه بوقع الخبر على مسامعه وهل اجبرتك على اي شيئ ..انت من كنت تتوددين الي ..ولا تدعيني اتحدث اكثر من ذلك امام الملأ ..
فتعالى صوت نحيبها وهي تقول لا استغرب اي ردة فعل من رجل نذل مثلك ..
ولكن احداهن قالت غير مهتمة بما يدور بين الرجل وسالي ..زوجتك كانت مريضة بمرض معد ..ولهذا لم نكثف زيارتنا لها في الآونة الاخيرة ..وعليك الآن بحړق جثتها بعيدا عن هنا كما هي طقوس اهلها ..
ثم نظرت الى الارض حزينةواكملت مسكينة ..كانت تتمنى لو ترى اهلها قبل ۏفاتها ..ولكنها كلما اتصلت بهم كانوا يؤنبونها ..ويسمعونها الكلام اللاذع ..ثم يقفلون الهاتف بوجهها ..ومن يدري ربما لو ذهبت اليهم لاسعفوها وعالجوها ..فهم من الاسر الغنية ..
ثم حدقت بزوجها ورمقته بنظرات العتب ..وبعدها اكملت كانت امراة طيبة ..ولكنها اخطات في اختيار شريك حياتها ..
وقبل ان تكمل حاول المتلقي لتلك الكلمات ان يضربها حيث رفع يده ..ولكن الحضور كانوا له بالمرصاد ..اما سالي فقالت هيا بنا لنقوم بواجب عزاءها فربما يشفع هذا لي كي تسامحني عما اقترفته بحقها ..اتدرون يا قوم ان ينينيش قد سافرت لتوها الى بلاد العرب كي تعمل هناك وتصرف على والدها ..
ولكن لم يظهر احدا اي ردة فعل ..لانهم يعرفون طبع والدها واتفقوا جميعهم على حړق چثة المرحومة متمنين لها ان تكون مرتاحة في العالم الآخر ..لانها لم تذق طعم السعادة. الى جانب زوجها ..ولم تكحل ناظريها برؤية. اهلها او تطرب اذنيها بسماع صوتهم ..كيف لا والحكم قاس ..قاس لدرجة لا تطاق ..ومع الاسف كانوا محقين في معارضتهم على هذا الزواج ..والاعراف تقول بقټلها الا انهم رأفوا بحالها وتركوها ټموت وهي على قيد الحياة ..
اما ينينيش ..فعندما وصلت الى الاراضي اللبنانية ..تغير عليها كل شيئ ..اللباس والهواء والمكان ..ووقفت تنظر شمالا ويمينا علها تجد من ياتي ليأخذها ..وفجاة سمعت احدهم يشير اليها ويتحدث بلغة غريبة عنها ..انها هي تلك صورتها..ولم تفهم ما قاله بل عرفت انه جاء لاخذها ..فابتسم في وجهها ..وقال باللغة الانكليزية هل تعرفين التحدث باللغة الانكليزية??
فرفعت راسها وهذه تعني ان نعم بحسب عرفهم..وقالت باللغة الانكليزية ليس كثيرا ..ولكنها لغة التواصل المشتركة ..
فسالها تبدين صغيرة !!كم عمرك??
قالت وټهديد والدها لا زال في اذنيها عمري ستة. عشر عاما ..
فقال لها حسنا ستذهبين معي الى المكتب.. وسياتي باباوهو الشخص الذي من المفروض ان تعمل عنده ..غدا ليأخذك ..
ثم قال لنفسه ما اجمل تلك الفتاة !!يبدو ان العرق الهندي قد تطفل على محياها ..
ثم قال لها بعد ان ركبت معه في السيارة تبدين كالهنود ..
وهنا تذكرت والدتها وبدات تبكي ..ثم قالت نعم امي هندية الاصل ..وقد ورثت عنها هذه الملامح ..
فضحك ثم قال ادرك جيدا ان اهلك او انت قد كذبتم بشان عمرك ..وهذا حال البعض في بلادكم ..ولكن هذا امر جيد لانك ستتعلمين بسرعة ..
فقالت لنفسها ببراءة الطفولة ومسحت دموعها انه يضحك 
في وجهي ..لا يبدو شخصا شريرا ..ايعقل ان ما سمعته ليس صحيحا ..
وما ان وصل الى المكتب ..حتى وجد احد زبانئه بانتظاره وقد احضر معه العاملة التي تعمل عنده ..ويبدو انها اقترفت خطأ لا يستهان به ..وكان الرجل ېصرخ بقوة لقد طلبت منك اناس أمينين ..ولكن هل
تعلم ان هذه العاملة قد سړقت

انت في الصفحة 2 من 12 صفحات