قصة الهانم

من أجمل قصص التراث.. 
كان يا مكان.. في قديم الزّمان  جدّة طيّبة تعيش مع حفيدها الوحيد في قرية خضراء جميلة، وكانت تلك الجدّة تحبّ حفيدها حبَّاً جمَّاً، تدلله.. وترعاه.

ذات صباح.. قدّمت الجدّة إلى حفيدها كوباً من الحليب وقطعتين من الجبن ورغيفاً كبيراً خبزته لتوّها على التنّور.

نظر الحفيد إلى الرّغيف، وجده ممطوطاً، قلب شفتيه، وقال:

انحنت الجدّة على الرّغيف، أمسكت به، قبَّلتهُ، ثم قالت:
بشع؟ أَبَعد تعبي أسمع منك هذه الكلمة؟
كنت أتوقّع منك –على الأقل- كلمة "شكرا".

لقد أفقتُ قبل بزوغ الشّمس، أوقدت التّنور، عجنت، رققت العجين ثمّ خبزت.

رد بعصبية:
أف.. وماذا حصل؟
هل خَرِبت الدّنيا؟

ردت عليه بحزم:
نعم خَرِبت، لأنّك لا تعلم أنّ الرّغيف الذي رميته كلّف جهداً وتعباً كبيرين.

رد باستهتار:
جهد.. تعب!
أنا أستطيع –على الرّغم من صغري- صنع رغيف أفضل من رغيفك بكثير.

رَكَزَتِ الجدّة نظّارتها على أرنبة أنفها، وبعد تفكير عميق قالت:
حسنا.. أنا غاضبة منك، ولن أرضى حتّى تصنع الخبز بنفسك، هيّا.. أرني مهارتك.

نهض الحفيد مصمِّماً، وتوجه إلى التّنور المطلي بهباب الفحم، وقف أمامه، قال:

يا تنّور يا حزين.. يا خبّاز العجين، أعطني رغيفاً مدوَّراً، كي أريه لجدّتي، فترضى عنّي.