حكاية اللص والعجوز
حكاية اللص والعجوز مسلّية وفيها حكمة
تعلموا من الكبار يا أولاد !!!
يُحْكى أن لصًّا دخل منزلًا في قرية ليسرق تحت ظلام الليل وسكونه. لكنه هذه المرة وجد امرأة عجوزًا جالسة في غرفتها،بيدها سبحة تستغفر ربها وتسبح، وهذا ما لم يكن في حسبانه، فصړخ في وجهها: لماذا لا تزالين مستيقظة أيتها العجوز الشمطاء ؟!
فعرفت العجوز أنه لِصٌّ تسلل إلى منزلها ليسرقه. ففكرت قليلا ثم قالت له بهدوء:يا ولدي يبدو أنك شخص محترم وتستحق كل خير وأنا أعلم أنّ الظروف التي لا ترحم هي التي أجبرتك على السرقه وجعلتكَ لصًّا ! آهٍ ما أصعب الحياة لقد أصبحت لا تطاق. وقلَّ التكافل والتعاون بين الناس.
اسمع ياولدي ! كما ترى أنا امراة عجوز، وأملك بعض المجوهرات،لكن لم يعد لي بهم حاجة، فأيّامي أضحت معدودة، ولن آخذهم معي إلى قبري خذهم يا ولدي لعلك تنشئ بهم مشروعًا ينفعك فأنت مازلت في مقتبل عمرك. لكن أرجوك ياولدي قبل أن تغادر سأطلب منك طلبًا !!
قال لها: تفضّلي يا جدّة، أطلبي ما تشائين،استرسلت المرأة في كلامها: منذ قليل كنت نائمة فرأيت حلمًا مزعجًا،وهو الذي أيقظني مړعوپة خائڤة! وأريدك أن تفسّر لي هذا الکابوس الذي أقضّ مضجعي.
فابتهج وجه السارق، وقال في نفسه: يبدو أنها فرصة العمر جاءت بين يدي، سأحصل على مالٍ كثيرٍٍ عن طيب خاطر،وبدون تعب، سأسمع لها سخافتها وأرضيها في تفسير حلمها، فهي عجوز بان عليها الخرف.. فقال لها:تفضلي يا جدة، ماهو حلمك؟
قالت له: يابني، رأيت فيما يرى النائم أنني أمشي على حافة نهر وفجأه انزلقت رجلي، وكنت على وشك السّقوط في النّهر لولا أنّني أمسكت بغصن شجرة،فصرت أصرخ بأعلى صوتي،وأقول: النّجدة ياعبّووود،أنقذني ياعبووووود !!فسألها السّارق بلهفة:من هو عبّود أيتها الجدة العجوز ؟!!!
وفجاة أتى عبود إبنها الضّخم الذي كان يرقد في الحجرة المجاورة،وأمسك باللِّص،وأخذ يضربه ضربًا مبرّحا،قالت العجوز: يكفي يا عبّود حرام عليك سيموت الولد بين يديك !! فـردّ السّارق قائلًا: إضرب ياعبّوود.. إضْرب، أنا أستحقّ كلّ هذا وزيادة، لا أعرف لماذا دخلتُ هذا البيت، هل لأسرق أم لأفسّر الأحلام ؟ إضرب يا عبّوود !!!