الأربعاء 18 ديسمبر 2024

في قبضة الأقدار بقلم نورهان العشري

انت في الصفحة 42 من 71 صفحات

موقع أيام نيوز


تعانده و حتي المۏت تصعبه عليه !
زفرت ثاني أكسيد الحزن العالق بقلبها قبل أن تقول من بين قطراتها المتساقطه
وحشتني ماما أوي . مع إني مش فاكرة ملامحها بس صوتها لسه في وداني . بالرغم من أن فرح عمرها ما خلتني

أفتقد حد و لا أحس إني يتيمه بس حاسه إن لو كان ماما و بابا موجودين كانت حياتنا هتبقي غير كدا ! علي الأقل كانوا هيقفوا جمب فرح . و مكنتش هتبقي مضطرة تشيل الحمل كله لوحدها كدا ! تعرفي إني نفسي أعتذرلها بس مش قادرة . أي إعتذار في الدنيا يكفر عن ذنبي و غلطي! 

صمتت لثوان تحاول كفكفه دموعها التي تنساب بغزارة من بحرها الأسود الحزين قبل أن تقول بعفويه 
نسيت أقولك مش أنا هجيب بيبي .. تعرفي إني طول عمري بحبهم أوي و نفسي يكون عندي واحد . يمكن الطريقه إلي جه بيها كانت وحشه أوووووي بس أنا واثقه أنه هيعوضني عن....
أخټنقت لهجتها بالحديث و أسندت رأسها علي السياج أمامها تحاول قمع ذكريات كفيله بجعلها ټنهار في تلك اللحظه و ظلت علي حالها لدقائق قبل أن تسمع صوت صهيل الخيل بقوة و كأنها ترحب بأحدهم فالتفتت لتصدم عندما وقعت عيناها علي آخر شخص في العالم ترغب برؤيته و الذي كان يطالعها بجمود و عينان يقطر منها الڠضب الذي تجلي في نبرته حين قال 
بتعملي إيه هنا 
حاولت سحب أكبر كميه من الأكسجين بداخلها قبل أن تقول بهدوء
زي مانتا شايف . بتفرج عالخيل !
أستأذنتي قبل ما تيجي هنا 
كانت نبرته حادة كنصل سکين أخترق قلبها و لكنها جاهدت حتي تظهر بمظهر الثبات الذي حاولت أن تتحلي به و هي تجيب بإختصار 
لا !
تحركت شفتيه بسخرية قبل أن يقول بإحتقار 
كنت هستغرب لو قولتي غير كدا !
كان الإحتقار في نبرته يغضبها و يضفي المزيد من الحزن علي قلبها لذا تجاهلت حديثه و تحركت تنوي المغادرة فما أن مرت بجانبه حتي إستوقفتها قبضته القويه التي أمسكت برسغها توقفها عن الحركه فالتفتت تناظره و التقت الأعين في صراع غريب من نوعه علي كليهما وصل دويه إلي صدوهم فقد كانت ترتجف و قلبها إثر نظراته الناريه و عيناه التي لا تهدأ أبدا و قد كان هو الآخر يشاطرها التخبط و هناك نبضه قويه تعثرت بداخل قلبه و هو يناظر بحرها الأسود اللامع الذي يتخلله حزن ممزوج پخوف كبير حاولت إخفاؤه و لم تنجح !
دام الصمت لثوان بينما العيون كانت تتحدث بلغه يصعب علي كليهما تفسيرها و لكنه كان أول من قطع هذا الحديث الشائك إذ قال بلهحه صارمه 
المكان دا خاص بأصحاب البيت إلي أنتي مش منهم و لا عمرك هتكوني منهم أبدا ! و قبل ما تفكري تدخليه لازم تستأذني ! 
حاولت الحديث و لكنه أوقفها حين قال پغضب 
و إياك تخرجي في وقت متأخر زي دا لوحدك . عشان عيب! و لو أنتي متعرفيش العيب هعلمهولك . في رجاله بتشتغل هنا في الأسطبل و في كل مكان حواليكي و ميصحش يشوفوا أرمله حازم الوزان بره في الوقت دا . التسيب و الإنحلال إلي أتعودتي عليهم دول تنسيهم أنتي في بيت ناس محترمين 
رغما عنها إنهار قناع القوة التي كانت تحتمي خلفه جراء نبرته المحتقره و لهجته المهينه و تساقط الدمع من مقلتيها بغزارة و قد صډمه مظهرها كثيرا للحد الذي أشعره بشعور غريب من الألم و الندم معا و خاصة عندما سمع صوتها الذي جاهدت حتي تخرجه من بين شفتيها المرتعشتين 
خلصت !
لم يجيبها انما اماء برأسه و عيناه لا تحيد عنها فقامت بجذب ذراعها من بين قبضته
و هرولت إلي حيث يقع الملحق الذي تقطن به هي و شقيقتها و قد كانت شهقاتها تشق سكون الليل المحيط بهم و قد كان يراقب إنهيارها و رحيلها بقلب مټألم فهو بحياته لم يكن شخصا ظالما برغم غضبه إلا أنه كان مسالما حنونا ذو قيم و مبادئ و لكن الإنتقام شوه الرؤيه لديه و جعله كالأعمي لا يري أمامه إلا من شعور بعدم الراحه وصل إلي حد الألم احيانا الذي يؤرقه ليلا حين يتذكر حديثه معها و طريقته الفظه و المحتقرة !
زفر بحدة و قرر الذهاب إلي الجراج الخاص بهم ليمارس هوايته المفضله و الوحيدة التي تنجح في جعله يفرغ شحنات غضبه و أثناء مروره بالملحق الذي تقطن به توقف لثوان و ألقي نظره علي أحد النوافذ قبل أن ينطلق في وجهته و ما أن خطي خطوتان حتي سمع صړاخ قادم من هناك جعل كل خلاياه تضطرب و دب الذعر في جميع أوصاله فهرول إلي هناك و قام بالطرق بقوة علي الباب الذي أنفتح و أطلت فرح المرتعبه و فجأة تجمدت
 

41  42  43 

انت في الصفحة 42 من 71 صفحات