الأربعاء 18 ديسمبر 2024

في قبضة الأقدار بقلم نورهان العشري

انت في الصفحة 51 من 71 صفحات

موقع أيام نيوز


عايشه وسطهم ! 
أراحت جسدها علي المقعد أكثر و قالت بهدوء مستفز 
و فين قلة الإحترام في الي عملته !
سالم بجفاء
لما تخرجي من بيتي و تروحي تدوري علي شغل في شركه أنا بملك أكتر من نصها يبقي إيه في رأيك !
أحب أعرف منك يبقي إيه
سالم بقسۏة 
يبقي إستهتار و

قلة عقل . تقدري تقوليلي و أنتي بتملي الأبلكيشن كنتي هتكتبي محل إقامتك فين !

هزت كلماته ثباتها و قد تجلي ذلك في إهتزاز حدقتيها لثوان قبل أن تقول بإندفاع مدافعه عن نفسها 
مكنتش هكتب اسم مزرعتك طبعا لإني مش ناويه أقعد هنا ! 
أقدر أعرف كنتي ناويه علي إيه 
قالها سالم پغضب خفي لتجيبه هي بسلاسه 
كنت هأجر شقه جمب مكان الشغل مانا مش معقول كنت هروح و آجي كل يوم المسافه دي كلها !
و أختك إلي مفروض جايه عشان تخلي بالك منها 
كنت يا هخدها معايا يا هاجي علي طول أشوفها و أطمن عليها 
تصاعد الحنق بداخله من حديثها و لكنه أرتدي قناع السخريه المعهود لديه عندما قال 
قد كدا المكان هنا وحش مش قادرة تتحمل تعيشي فيه !
بهدوء أردفت 
قد ما مؤهلاتي متلقش إني أشتغل في شركه أنترناشيونال زي شركتكوا . قد ما المكان هنا وحش و مش حابه أعيش فيه !
كلماتها أشعلت بجوفه نيران التحدي الشهي مما جعله يتراجع مستندا بظهره علي المقعد قبل أن يجيبها بتسليه 
تصدقي معادله مظبوطه ميه في الميه ! 
بمعني !
ضيق عيناه فيما أجابها بتخابث 
يعني لو قيسنا مؤهلاتك بقد إيه المكان هنا وحش هنلاقيهم متساويين بالظبط !
أخترقت كلماته أعماقها بينما عقلها للحظه لم يستوعب المعني الخفي بها و تلبسها شبح الغباء لثوان و هي تفكر كيف أن مؤهلاتها ترادف قبح المكان حولهم فهو كالجنة إذن ..
أخيرا وصل إلي عقلها غزله الخفي أو لنقل إعترافه بمؤهلاتها مما جعل محصول التفاح الشهي ينبت فوق خديها و قد كان يراقب جميع إنفعالاتها بمتعه كبيرة كان يخفيها جيدا بين طيات قلبه الذي لم يمهلها الوقت للإجابه فقام بإخراج ورقه من أحد الإدراج و مد يده يناولها إياها فأخذتها و حل الفضول محل الخجل لتتفاجئ بتلك الورقه التي لم تكن سوي إستمارة عمل !
رفعت رأسها تطالعه بإستفهام فتحمحم قليلا قبل أن يجيب علي سؤالها الصامت بفظاظه
محتاج حد يمسكلي حسابات المزرعه و بما إنك محتاجه شغل فخلاص أشتغلي !
إغتاظت من حديثه الخالي من اللباقه فقالت بجفاء
ومين قالك إني هوافق ! 
و ليه ترفضي 
و ليه أقبل 
كررت سؤالها و كأنها تتحداه فقابل تحديها بهدوء إستفزها كثيرا 
عشان مقدامكيش حل تاني!
أجابته بإستنكار 
نعم !
بنفس ملامحه الهادئه و نبرته المتزنه أجابها 
عايزة تشتغلي و مؤهلاتك متسمحش أنك تشتغلي في شركه كبيرة و في نفس الوقت مش عايزة حد يصرف عليكي ! هتعملي إيه مضطرة توافقي . يعني أنا بحاول أسهل الدنيا عليكي مش أكتر ! 
أشتعل ڠضبها بصورة كبيرة من حديثه فاحتدت نظراتها و أخټنقت أنفاسها و لكنها لن تعطيه فرصه الإنتصار عليها لذا أستمهلت نفسها قبل أن تقول بنبرة هادئه بعض الشئ 
لا متقلقش أنا عارفه هعمل إيه كويس ! و كمان أنا ماحبش يكون حد له جميله عليا !
أرتفع إحدي حاجبيه بإستفهام قبل أن يقول 
جميله !
فرح بسخريه
بالظبط . يعني مش مضطر تخلقلي وظيفه عندك تلائم مؤهلاتي أنا مقدره طبعا أنك
عايز تساعدني 
أعتبر دا غرور !
قطبت جبينها حين فاجأها حديثه لذا قالت بإستفهام 
تقصد إيه 
سالم بفظاظه
أنتي شايفه أنك بالاهميه إلي تخليني أخلقلك وظيفه عندي و أنا مش محتاجها فعلا ! 
شعرت و كأن دلوا من الماء قد سقط فوق رأسها جراء حديثه الخالي من اللباقه و طريقته الفظه و لعنت غباءها الذي أوصلها لتلك النقطه أمامه و للحظه لم تعرف كيف تجيبه ليفاجئها حديثه الجاف حين قال
أنا بزنس مان يا فرح. و كل حاجه عندي بحساب . مبديش غير لما أكون متأكد إني هاخد قد إلي أديته و يمكن أكتر كمان ! و دلوقتي عايز قرار هتشتغلي هنا ولا تصرفي نظر عن الشغل خالص !
كانت نظراته ثاقبه و هو يشدد علي كل حرف يتفوه به و لا تعلم لما شعرت بأن كلماته يتقصد بها معان آخري لذا قررت الوقوف أمامه و عدم الإنصياع لأوامر ذلك المتغطرس فقالت بقوة 
هو معني إني مشتغلش معاك إني مشتغلش في أي مكان تاني 
أجابها بمنتهي الثقه
فرصتك تقريبا معدومه . و إحنا قولنا قبل كدا الأسباب !
فرح بحنق
خلينا نتكلم بصراحه و نقول أنك مش هتخلي حد يشغلني صح و لا أنا غلطانه !
سالم بسلاسة 
أعتبريه كدا 
توقع ثورة عڼيفه من جهتها أو حتي أن تطالبه بمعرفه الأسباب و لكنه تفاجئ بها تأخذ أحد الأقلام و تقوم بملئ الورقه بما هو
 

50  51  52 

انت في الصفحة 51 من 71 صفحات