الأربعاء 18 ديسمبر 2024

في قبضة الأقدار بقلم نورهان العشري

انت في الصفحة 58 من 71 صفحات

موقع أيام نيوز


من مقاومتها و لكنها تتوق إلي الإنهيار علي كتف أحدهم . أن تسقط ذلك الحمل عن أكتافها لتستطيع للتنفس براحه و لو قليلا .
حاسبي الشوك يعورك !
كانت تغمض عيناها و هي تتلمس الورود غارقه في تفكيرها دون أن تدري كم كان مظهرها ساحرا بشعرها الذي يطير بكل مكان حولها و ملامحها التي سړقت فتنتها من ضوء

القمر الذي كان يضئ تقاسيم وجهها الجميله ليأتيها صوته الحاد الذي أخترق هدوئها و سلامها المؤقت فجفلت و تحركت يدها بسرعه لتنغرز إحدي الأشواك بجلدها الرقيق فصړخت بخفوت جاذبه يدها بلهفه لتجد بعض قطرات الډماء تنساب منها و قبل أن تقوم بمسحها وجدت يد ضخمه ذو كف خشن كصاحبه إمتد ليقبض عليها بحنو أربكها فتعلقت أنظرها بإهتمامه المنصب علي يدها التي وجدتها حين أرتفع رأسه يطالعها بعيناه التي أظلمت للحظات حين قال بخشونه 

مش تخلي بالك !
هزت رأسها في محاوله منها لجعله يعود إلي العمل قبل أن تقول بصوت مبحوح
عا. عادي . دا چرح بسيط .
ضاقت عيناه و هي تطوف فوق ملامحها قبل أن يقول بخفوت
و چرح بسيط يخليكي ټعيطي كدا !
جفلت من كلمته و إرتفعت يدها لتجد بعض قطرات من عبراتها لازالت عالقه بجفونها فأزالتها بلهفه و هي تبتسم بتصنع قبل أن تقول بحرج
تقريبا حاجه طرفت عيني و أنا بتمشي. بسيطه يعني متاخدش في بالك !
ظلت نظراته مثبته عليها قبل أن تلوح بهما بسمه ساخره وكأنه يخبرها بأنها تكذب و لكنه أجابها مغيرا الموضوع 
إيه إلي مخرجك دلوقتي في البرد دا 
بهدوء أردفت 
كنت زهقانه قولت أشم شويه هوا !
أختارتي المكان الصح ! مزرعتنا هواها يرد الروح !
ناظرته بإندهاش دام لوهله فقد بدا مسالما هادئا علي غير عادته و لكنها سيطرت علي دهشتها إذ قالت بتأييد 
فعلا المزرعه حلوة أوي شبه الجنة بالظبط . و هواها جميل و نقي .
أرتفع إحدي حاجبيه تزامنا مع كلماتها التي خرجت منها دون وعي متأثرة بالمظهر الخلاب المحيط بهم لتجد صوته الساخر قد عاد إلي طبيعته حين قال 
غريبه ! مع إن دا مكنش رأيك الصبح !
إغتاظت منه و لكنها قررت المواجهه فقالت بتقريع
أنت عارف رأيي دا كان بناءا علي إيه !
علي إيه 
هكذا أجابها بتحدي فتجاهلت ڠضبها المتصاعد و قالت بهدوء ظاهري
أنت أذكي من إنك تسأل السؤال دا !
لم تمهله الوقت للإجابه فسارعت بالقول 
مقولتليش أنت إيه مخرجك في البرد دا 
هل يخبرها بأنه رآها تهرول في الحديقه كتائه ضل طريقه بمنتصف صحراء قاحله و أراد أن يكون هو وجهته ! 
هل يخبرها بأن مظهرها و هي تعدو كالفرس الجريحه هنا و هناك كان أكبر من قوته علي التحمل و أجبره للخروج لرؤيتها أمامه مجردة من جميع أسلحتها و حصونها 
هل يخبرها
بأن حديثها صباحا عن إحتمالية نسيانها له ولدوا شعورا قويا داخله بغرس ذكري له بداخلها أكبر من مجرد قلم ليذكرها به !
كنت زهقان فقولت أخرج أتمشي شويه ! و بصراحه شكل القمر النهاردة لا يقاوم 
كان يتحدث و عيناه مسلطه علي ملامحها بقوة و كأن الحديث موجه إليها لتشعر بموجة برد قويه تجتاح جسدها من تلك المشاعر التي ضړبتها كعاصفه جراء نظراته التي تجمدت حين شاهدته فغزت رائحتها الشهيه أنفه لتثير بداخله رغبه عاتيه في الإقتراب أكثر و إستنشاق عبيرها أكثر . كانت رغبه مجنونه و لكنها مٹيرة بدرجه لم يختبرها مسبقا و الأكثر إثاره عندما رآي إنعكاس رغبته بغابات عيناها الجميله التي لأول مرة يلمح بها هذا الإستسلام و كأن المقاومه أهلكتها و صډمه فرار قطرة هاربه من طرف عيناها جمدته بمكانه حين رآها تسير فوق خدها لتستقر علي يده الممسكه بالمعطف حولها و كأنها سقطت فوق قلبه فخرجت الكلمات من بين شفتيه دون وعي 
فرح ! أنتي بټعيطي 
أخرجتها كلماته من بحر شرودها فإندفعت خطوتان إلي الخلف و إمتدت يدها بلهفه إلي عيناها تمحو بصمات ضعفها أمامه و هي تقول بإندفاع
ما قولتلك عيني مطروفه . 
قامت بخلع معطفه و ناولته إياه قبل أن تتمتم بخفوت و تلعثم
ميرسي مش محتجاه . أنا هدخل بقي الوقت أتأخر . عن إذنك 
أوشكت علي الإلتفات فوجدت قبضتة القويه التي أوقفتها بمكانها و هو يزمجر بخشونه 
أنتي في حد في حياتك 
توقفت لثوان تحدق به پصدمه تحولت لڠضب و هي تقول بجفاء
بتسأل ليه 
متجاوبيش علي سؤالي بسؤال !
هكذا أجابها مغتاظا فاستمهلت نفسها قبل أن تنزع يدها من بين قبضته و تجيبه ببرود مستفز 
تمام . الإجابة دا شئ يخصني . 
برقت عيناه من الڠضب الذي أخفاه خلف ستار من السخريه التي تجلت في نبرته حين قال 
مكنتش متوقع منك غير كدا ! 
تقصد إيه 
أنتي فهمتي إيه 
متردش علي سؤالي بسؤال !
بدا مستمتعا بشجارهم إذ وضع
 

57  58  59 

انت في الصفحة 58 من 71 صفحات