الأربعاء 18 ديسمبر 2024

في قبضة الأقدار بقلم نورهان العشري

انت في الصفحة 61 من 71 صفحات

موقع أيام نيوز


عكس نبرتها التي كانت توحي بمقدار ألمها حين قالت 
أنا محترمه و بنت ناس و يمكن دا إلي وصلني للوضع إلي بقيت فيه دلوقتي ! و حقارتي دي هتشوفها فعلا لو مبعدتش عني عشان وقتها هروح أقول للحاجه أنك أنت السبب إني كنت هسقط قبل كدا و أنك عايزني أسقط و أبقي شوف هتقولها إيه 
أوشكت علي المغادرة فما

أن مرت به حتي خرجت الكلمات مصدومه محمله بالإحتقار

وصلت بيكي البجاحه إنك ټهدديني ! إنتي أزاي قادرة تكوني مؤذيه للدرجه دي ! ضميرك مبيأنبكيش خالص 
ألتفتت قائله بقوة 
زي مانتا قادر تكون ظالم و مفتري بالشكل دا ! 
ألتفت يناظرها بإستنكار قائلا 
ظالم و مفتري ! بعد إلي قولتيه دا كله و أنا إلي ظالم و مفتري 
جنة پغضب
أيوا ظالم و مفتري . من أول يوم شوفتني مبطلتش تهددني و تسمعني أوحش كلام من غير حتي ما تعرفني تهمتي إيه حتي دلوقتي لما سمعت كلامي معاها مسألتش نفسك للحظه أنا قولتلها الكلام دا ليه كأني من الباب للطاق وقفتها و قولتلها كدا ! 
كان ڠضبها يخفي الكثير من الألم و العڈاب الذي لم تفلح في إخفاؤه نبرتها و معالم وجهها و عيناها المتألمه و قد شعر بشئ يأن في أعماقه و كأنما سهام حزنها أخترقت جانبا ما بداخله و لكنه تجاهل كل هذا و قال بإستنكار
عايزة تقولي أن هي إلي ضايقتك الأول ! 
جنة باندفاع
دا بالظبط إلي حصل ! بس أنت كالعادة مبتسمعش غير الكلام إلي يديني أنا
كانت تشير بإصبعها أمام وجهه فأغضبه هذا كثيرا فأمتدت يدا تعتصر إصبعها بين أنامله القويه و قال صارخا 
بطلي كڈب بقي إلي يشوف منظر سما و أنتي واقفه بتكلميها عمره ما يصدق كلامك دا . ماتحاوليش تقنعيني إنك ملاك برئ عشان عمري ما هصدقك !
فجأة أنطفأ وهج عيناها و تهدلت أكتافها و ناظرته بيأس تجلي في نبرتها حين قالت 
بس أنا مش عايزة أقنعك بحاجه! أقولك .. أنا وحشه ! أنا وحشه أوي . أوحش بني آدمه ممكن تقابلها في حياتك . فأبعد عني أحسنلك و أدعي ربنا يقصر أيامي معاكوا و أمشي من هنا و مشوفكش تاني أبدا 
أختتمت كلماتها بعبرات خائڼه لم تفلح محاولاتها بالسيطرة عليها و قامت بإنتزاع إصبعها من بين يديه و ألتفتت مغادرة المكان بخط مثقله بآلام و خيبات لم يعد قلبها قادر علي حملها و قد كان رأسها منحني لأول مرة بحياتها و هي تواصل طريقها إلي الملحق الخاص بهم لتتفاجئ بصوت الشړ الذي تحدث قائلا
لو تعرفي أتمنيت
قد إيه أشوفك موطيه راسك كدا !
يتبع....
الفصل العاشر
العاشر 
أحيانا نتسائل لما لا يكتفي القلب بوظيفته بضخ الډماء إلي جميع أنحاء الجسد فقط ! لما يحن و يشتاق و يتألم ! و يضعنا دائما بأمور معقدة ترهق العقل و تهلك الروح !
نورهان العشري 
أخرجت زفرة حادة من جوفها علها تهدأ ذلك الضجيج المزعج الذي يملئ داخلها منذ البارحه و لم يفلح أي شئ في إيقافه . فبعد ما حدث معه و صورته لم تفارق تفكيرها أبدا . فعلته المباغته حين لامس جرحها بشفتيه بتلك الرقه لاقت صدي كبير بداخلها لا تعلم سببه . هل يمكن لأنها جاءت في أشد أوقاتها ضعفا و إحتياجا ! أو لتأثرها بتلك الرسالة التي أيقظت الماضي بجراحه داخلها و لا تعلم من أين خرجت فقد كان يكفيها كل ما تمر به من صعوبات لا تعرف كيف ستواجهها و لم يكن ينقصها غزو الماضي الذي تتمني لو أنه ينمحي من ذاكرتها للأبد .
و لدهشتها أن هذا ما حدث وكأنه إنمحي ! كانت في الماضي تتحاشي أي شئ يذكرها بما حدث حتي الشتاء صارت تبغضه لإرتباطه بذكريات مؤلمھ بقدر روعتها و لكن البارحه كان حضوره طاغيا للحد الذي جعلها تنسي أمر تلك الرساله و لم تتذكرها سوي الآن حتي أنه أحتل أحلام المنام أيضا و هي من كانت تهرب من سطوته في اليقظه ليتربع علي عرش أحلامها بلا منازع . تبا لغروره الذي يفرض نفسه علي كل شئ حولها
زفرت بحنق للمرة التي لا تعلم عددها و أخذت تنظر في المرآة علي شكلها و قد أختارت أن تظهر بمظهرها المعتاد بهيئتها الباهته و نظارتها الكبيرة و شعرها الذي أحكمت قهره في تلك التسريحه البغيضه و إرتدت بذله سوداء مكونه من جاكت أسود و بنطال من نفس لونه و تحتهم قميص من اللون الأزرق القاتم و لم تضع أيا من مساحيق التجميل علي وجهها و قد كان مظهرها هذا يرضيها لأنها تعلم بأنه سيغضبه !
إيه يا فرح أنتي هتخيبي و لا إيه ! يتضايق و لا يتفلق . أنتي لابسه كدا عشان نفسك دي شخصيتك إللي إخترتيها . و
 

60  61  62 

انت في الصفحة 61 من 71 صفحات