الثلاثة يحبونها
جرس الباب.. لتنظر شروق إلى باب الحجرة المغلق ثم تبتسم وهي تنهض لتفتح باب الشقة..لتتسع عينيها بشدة حين رأت زائرهم وأدركت هويته..فعلى الباب وقف من رؤيته قد خطفت أنفاسها يتأملها بنظرة عجزت عن تصديقها..نظرة جعلتها تقف عاجزة عن النطق..يدق قلبها كالطبول بين أضلعها..ليبتسم هو قائلا
إيه ياشروق..هتسيبيتى واقف كدة على الباب..مش هتقوليلى إتفضل
مراد...
الفصل الثانى والعشرون
إبتسم مراد قائلا
لأ خياله..طبعا ياستى مراد..أدخل بقى ولا أفضل واقف كدة ..على فكرة ..منظرى وحش أوى ياشوشو.
إنه حقا مراد ..أمامها معافى..لقد أفاق من غيبوبته..ويقف ببابها يمزح معها..هي حقا لا تتخيل..لقد إستجاب الله لدعائها وأعاده إليها سالما..أحست بالدوار وبأن الكون يدور من حولها ..شعر مراد بالقلق وهو يرى شحوب وجهها وترنحها ليسرع بإسنادها..لتستند عليه بالفعل..ثم يدلف بها إلى داخل الشقة ويجلسها على أقرب مقعد ويجلس على ركبتيه أمامها ..يدلك يديها بين يديه قائلا فى قلق
إنتشلتها كلماته من ذلك الدوار الذى أصابها لترفع إليه عينان إتسعتا بشدة ..لا يدرى دهشة أم إعتقادا منها بأنها تحلملتعبر كلماتها عن مقصدها وهي تقول بعدم تصديق
إنت قلت إيه
أدرك مقصدها على الفور.. لينظر إلى عينيها بعشق..نعم بعشق..تراه بوضوح الآن..لاتصدق عينيها..تتساءل بلهفة..هل يحمل لها مراد بعض المشاعرهل ما تراه الآن حقيقياهل أثرت تلك الغيبوبة على عقلهأم ماذا
قلت حبيبتى..حبيبتى ياشروق.
تأملت عيونه البنية بعيون عشبية يملؤها الأمل..عيون ترجوا بكل قوة أن لا يخيب رجاءها.. وهي تقول
دى أول مرة من يوم ما إتجوزنا تقولهالى يامراد.
ومش هتكون آخر مرة ..لإنك مش بس حبيبتى إنت روحى كمان ياشروق.
رفعت شروق يدها الحرة تضعها على خافقها متسارع النبضات وهي تقول
تعالت ضحكاته لتنظر إليه شروق بوله حتى توقف عن الضحك وهو يقول بإبتسامة
أنا قلتلك قبل كدة إن دمك شربات ياشروق.
هزت رأسها نفيا فى عدم إستيعاب لكل تلك الكلمات التى حلمت فقط بسماع بعضا منها ولكن ها هي اليوم تسمع الكثير والكثير ...ترى هل من مزيد
إزاي مكنتش شايف قبل كدة.. أد إيه أنا بحبك ياشروق
إلى هنا وكفى..لقد قالها صريحة..لو ماټت الآن ستموت سعيدة بعد سماعها لكلمات الحب من بين شفتيه..لتقول بلهفة
بجد بتحبنى يامراد..أنا مش قادرة أصدق.
لأ صدقى..أنا حبيتك من زمان..يمكن من أول ما عرفتك ياشروق..حبيت طيبتك وخفة دمك وجدعنتك ورقتك..حبيت فيكى كل حاجة ورغم كدة محستش بحبك ده..تعرفى ليه
عشان بتحب رحمة.
عقد حاجبيه بدهشة من الصدمة ثم مالبث أن قال
إنتى كنتى عارفة
أومأت برأسها وهي تطرق برأسها فى حزن..ليرفع بيده ذقنها وتقابله عيناها المغشيتان بالدموع..ليقول پألم من أدرك أنه عذبها كثيرا ..فى البداية بزواجه بها سرا و بنكرانه مشاعره تجاهها ثم بماضيه ووهم عشقه الدائم لرحمة ..وفى النهاية بطلبه المشين پقتل طفلهما..ليرفع يده يمسح بها دموعها التى سالت على وجنتها قائلا بحزن
هتصدقينى لو قلتلك إن حب رحمة ماټ فى قلبى يوم ما شفتك..وإنى حبيتك من الأول بس كنت فاهم إنى بحب فيكى رحمة لإنك بتشبهيها أوى..روحك..طيبتك..حنانك..مكنتش شايف إنى حبيتك إنتى مش هي..حبيت حتى إختلافك عنها.
نظرت إلى عيونه بأمل ليومئ برأسه قائلا
أيوة إنتى مختلفة عنها..يمكن آخدة نفس الروح.. بس ليكى سحر بيخصك لوحدك..تعرفى ياشروق..إنتى الوحيدة اللى مجرد وجودها جنبى بيريحنى..بحس معاكى بمزيج غريب من المشاعر..وكأنك كل حاجة بالنسبة لى..كل ست ممكن أقابلها فى حياتى ويكون ليها تأثير علية..بحس معاكى بحنية الأم وسند الأخت وعشق الحبيبة وسكن الزوجة..بدخل بيتك تعبان وشايل هموم الدنيا بخرج منه واحد تانى..وكأنى مشلتش فى الدنيا دى هم..أنا معاكى مش ببقى واحد تانى ..لأ..أنا معاكى بكون أنا..على طبيعتى..لا بحاول أجمل من طبعى ولا أخفى أي حاجة عنك.. إنتى بالنسبة لى نفسى ياشروق.
رفعت يدها تضعها على فمه قائلة بقلب تكاد تقف
دقاته من الفرحة
قلتلك قلبى مش حمل كلمة واحدة من الكلام اللى إنت بتقوله ده..أنا كنت بحلم بس تبصلى بحب..تقوم تبصلى وتقوللى كل الكلام الحلو ده فى يوم واحد..كدة كتير على قلبى يامراد..كتير أوى.
سلامة قلبك يا شروق..أعذرينى.. ڠصب عنى..فجأة بعدتى عنى وفجأة لقيتنى مش قادر أعيش من غيرك..بدور عليكى زي المچنون..وقتها ظهرت الحقيقة أدامى..والحقيقة هي إنى بحبك ياشروق..بحبك أوى..
ليرفع يده ويضعها على بطنها قائلا بعشق
الطفل اللى فى بطنك ده كان السبب فى إنى عرفت مشاعرى ناحيتك..وعشان كدة أنا بحبه..بحبه حتى من قبل ما أشوفه.
نظرت إليه بعتاب ليقول بسرعة
سامحينى لإنى فكرت فى يوم إنك تنزليه..كان يتقطع لسانى...
وضعت يدها على فمه تصمته..قائلة فى لهفة
بعيد
الشړ عنك ياحبيبى.
قالت شروق وهي تتأمل ملامحه بعشق
سامحتك من أول ما شفتك يامراد..مجرد رجوعك لية بالسلامة..كان يخلينى أنسى كل اللى حصل وأفتكر بس إنى بحبك..بحبك يامراد.
قال مراد بإبتسامة
يعنى هترجعوا معاياوتنورولى البيت من تانى
أعجبها أن جمعها مع الطفل فى سؤاله لتبتسم وهي تومئ برأسها موافقة لينهض