قصة سارة
انت في الصفحة 1 من 3 صفحات
يقال أنه في قديم الزمان كان هناك شيخ من مشايخ القبائل رزقه الله بأربعة أبناء جميعهم ذكور و حين شعر الشيخ أن أجله قريب أمر خادما من خدمه أن يأتي بأربع صناديق و لها أقفال و من دون أن يراه أحد قام الشيخ بوضع الأشياء بداخل الصناديق ثم كتب أسم كل واحد من أبناءه على كل صندوق و بعد أن انتهى جمع أبناءه اليه و ابتدأ حديثه قائلا
يا أبنائي كل ما في هذه الدنيا زائل و لا يدوم و قد قسمت بينكم بالعدل وها هي القسمة أمامكم في الصندوق فإذا توفاني الله فلتفتحوه و ليستقبل كلا منكم ما قسمته له بالرضى فإن حصل بينكم اختلاف فعليكم الرجوع إلى الحاكم الفلاني و ذكر لهم رجل من قضاة العرف و هو مشهور بحكمته وأسأل الله لكم الهداية والسداد انتهى كلامه .
فحين فتحوها وجد كبيرهم في صندوقه السيف وخاتم الرئاسة والراية أما أخوه الثاني فكان من نصيبه الرمل والحجارة أما الثالث فكان له العظام أما الرابع وهو أصغرهم فقد وجد الذهب والفضة.
فطمع الأخوة الثلاثة في نصيب أصغرهم و اختلفوا فيما بينهم لكنهم تذكروا ما أوصاهم به والدهم و هو الرجوع إلى الحاكم المنشود ليحكم بينهم و لأنه كان يقيم في مكان بعيد عنهم أعدوا عدتهم من أجل السفر إليه و خرجوا من قريتهم .
و بعد مسافة قصيرة رأوا جملا أخر يقبع في روضة خضراء تسر الناظرين لكن الجمل كان هزيلا فاستنكروا أمره ! و حين أقترب الإخوة الأربعة من الوصول شاهدوا طيرا يحلق حول السدرتين فإذا وقف على واحدة منها أخضرت فتيبس الأخرى وإذا تحول إلى السدرة اليابسة تصبح خضراء فتيبس الأخرى فامتلأت وجوههم بالدهشة وأكملوا طريقهم و هم من أمره حائرون !.
وأخيرا وصلوا إلى القرية المنشودة والتي يقيم بها القاضي فسألوا عن مكان بيته فدلوهم عليه توجهوا نحوه وطرقوا الباب ففتح لهم شيخا هرما ذو بصر ضعيف فسألوه إن كان القاضي موجود
أجاب نعم إنه أخي الأكبر و تجدون بيته هناك فأشار بسبابته